الدبلوماسية المغربية تفضح الخطاب الجزائري:تضليل..انتقائية ومسؤولية تاريخية لا تسقط بالتقادم

أنتلجنسيا المغرب:للا الياقوت

في مشهد دبلوماسي لافت داخل أروقة الأمم المتحدة، وجهت نائبة السفير الممثل الدائم للمغرب، ماجدة موتشو، ضربة قوية للخطاب الجزائري خلال اجتماع لجنة الـ24، كاشفة ما وصفته بـ"الانتقائية والمغالطات المقصودة"، التي تلجأ إليها الجزائر للتنصل من مسؤوليتها الثابتة في النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.

الجزائر طرف مباشر وتحاول التملص

في مداخلتها القوية ضمن أشغال الدورة العادية للجنة الـ24 المنعقدة ما بين 9 و20 يونيو 2025، شددت المسؤولة المغربية على أن الجزائر تحاول عن قصد تضليل المجتمع الدولي، عبر ترويجها لخطاب مفكك ومغلوط، في محاولة يائسة لتقديم نفسها كطرف "محايد"، بينما الحقائق والوثائق الأممية تُثبت عكس ذلك.

وأوضحت موتشو أن الجزائر لا تساهم فقط في تأجيج النزاع المفتعل، بل هي طرف مباشر وفاعل رئيسي فيه، مشيرة إلى أن القرار الأخير لمجلس الأمن ذكر اسم الجزائر بنفس عدد مرات ذكر المغرب، في تأكيد صريح لدورها في الملف.

 اعتراف رسمي من الجزائر يعود إلى 1975

وأعادت ممثلة المغرب إلى الأذهان رسالة وجهها السفير الجزائري الأسبق لدى الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن سنة 1975، والتي أقر فيها صراحة بأن "الأطراف المعنية والمهتمة بقضية الصحراء هم الجزائر والمغرب وموريتانيا"، مما يُسقط ورقة التوت عن ادعاءات الحياد التي لا تزال الجزائر تتشبث بها حتى اليوم.

 الجزائر تبتز اقتصادياً داعمي مغربية الصحراء

وفي سياق متصل، فضحت الدبلوماسية المغربية الأساليب الانتقامية التي تتبعها الجزائر تجاه الدول التي تساند الوحدة الترابية للمملكة، وخاصة منها تلك التي دعمت مبادرة الحكم الذاتي المغربية، عبر ضغوط اقتصادية وقرارات عدائية.

وأكدت موتشو أن الجزائر هي من أنشأت جبهة “البوليساريو” الانفصالية، وتحتضنها على أراضيها، وتوفر لها التمويل والسلاح والدعم الإعلامي والسياسي، في تحد صارخ لقواعد حسن الجوار والقانون الدولي.

 استفتاء "ميت" والأمم المتحدة قالت كلمتها

وردًا على إعادة الوفد الجزائري تكرار أسطوانة "الاستفتاء"، شددت المسؤولة المغربية على أن هذه الفكرة "تم دفنها رسميًا منذ سنوات، ليس من طرف المغرب، بل بقرار أممي صريح بعد أن تبين استحالة تطبيقها عمليًا"، مؤكدة أن التشبث بها لا يُعدو كونه محاولة للابتزاز السياسي ورفض أي حل واقعي.

 الحكم الذاتي حل واقعي لتقرير المصير

وفي رد على "الاجترار الدائم" للحق في تقرير المصير من قبل الجزائر، أوضحت ماجدة موتشو أن هذا الحق لا يعني الانفصال بالضرورة، بل يمكن أن يتحقق عبر صيغ متعددة، منها الحكم الذاتي، وهو ما تقترحه الرباط كحل عملي وذو مصداقية.

وذكّرت بأن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تحظى بدعم دولي واسع وتعتبر الإطار التفاوضي الوحيد الجاد والواقعي الذي يمكن أن يفضي إلى تسوية نهائية للنزاع، بعيدًا عن منطق المواجهة والتحريض الذي تتبناه الجزائر.