المغاربة على حدود الحلم الأمريكي..لماذا ضمن المتصدرين لمحاولات التسلل نحو أمريكا

المغاربة على حدود الحلم الأمريكي..لماذا ضمن المتصدرين لمحاولات التسلل نحو أمريكا
ديكريبتاج / الخميس 12 يونيو 2025 - 14:19 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أيوب الفاتيحي

في السنوات الأخيرة، أصبح المغاربة من بين أكثر الجنسيات التي تسجّل محاولات التسلل نحو الأراضي الأمريكية، عبر طرق غير نظامية تمرّ في الغالب من أمريكا اللاتينية.

هذا التحول المثير في خريطة الهجرة غير الشرعية يطرح العديد من الأسئلة حول الدوافع، الوسائل، والتداعيات.

من المغرب إلى أمريكا... مروراً بالغابة:

المئات من المغاربة يخوضون مغامرة محفوفة بالمخاطر تنطلق من الدار البيضاء أو طنجة، مروراً بدول مثل البرازيل، كولومبيا، الإكوادور، ثم عبور غابة دارين الغادرة التي تفصل أمريكا الجنوبية عن بنما. بعدها يواصلون الطريق شمالاً عبر عدة دول وصولاً إلى الحدود المكسيكية-الأمريكية.

هذا المسار الذي اشتهر أساساً بالمهاجرين القادمين من أمريكا الوسطى، صار يشهد ارتفاعاً لافتاً في عدد المغاربة الذين يخاطرون بأرواحهم من أجل "الحلم الأمريكي".

أرقام مقلقة من السلطات الأمريكية:

حسب بيانات صادرة عن هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية (CBP)، فقد تم توقيف أكثر من 15 ألف مهاجر مغربي في سنة 2024 فقط، مقابل أقل من 5000 في 2022. وهذا يعكس تضاعف الظاهرة بشكل ملفت.

كما تشير الأرقام إلى أن المغاربة يتفوقون على جنسيات عربية أخرى مثل الجزائريين أو التونسيين، ويقتربون من معدلات بعض دول إفريقيا جنوب الصحراء.

الدوافع: لماذا يغامر المغاربة بحياتهم؟

الأسباب متعددة، أبرزها:

البطالة وغياب الأفق الاقتصادي.

انهيار الثقة في إمكانية تحقيق النجاح داخلياً.

الإعجاب بالثقافة الأمريكية وصورة الحياة هناك.

وجود مغاربة سبق لهم الهجرة ويغرون الآخرين باللحاق بهم.

وفي كثير من الحالات، تكون العائلات وراء هذه القرارات، إذ تستثمر مدخراتها أو تبيع ممتلكاتها لتمويل الرحلة.

شهادات مهاجرين سابقين:

أحمد (27 سنة)، شاب من سلا، يحكي لموقعنا: "بعت سيارتي ودفعت أكثر من 15 ألف دولار باش نوصل لأمريكا. الطريق خطيرة بزاف، لكن ماعنديش خيار. كنت كنخدم بعقد مؤقت وماشي قادر نكري ولا نكون أسرة."

خديجة، شابة من فاس، تؤكد: "كندير تيك توك من أمريكا دابا، لكن باش وصلت دوزت شهر فالغابة، كنت كنشوف الموت كل نهار."

دور شبكات التهريب وتطبيقات التواصل:

تعتمد هذه الهجرة على شبكات منظمة ومتخصصة في التهريب، تستخدم تطبيقات مثل تيليغرام وواتساب للتنسيق مع المهاجرين. وتقوم هذه الشبكات بتوجيههم خطوة بخطوة مقابل مبالغ مالية كبيرة.

في المقابل، تحاول السلطات الأمريكية تطوير وسائل الرقابة، لكن التحدي ما يزال قائماً بسبب مرونة هذه الشبكات وتغير طرقها باستمرار.

الموقف الرسمي المغربي:

رغم أن الحكومة المغربية لم تصدر بيانات صريحة حول ارتفاع عدد المهاجرين إلى أمريكا، إلا أن مصادر من وزارة الخارجية تُشير إلى تزايد التنسيق مع السلطات الأمريكية والمكسيكية من أجل التتبع القنصلي وتأمين سلامة المواطنين المغاربة في تلك المسارات.

تداعيات الظاهرة على المغرب:

فقدان طاقات شابة ومؤهلة.

تشويه صورة المملكة في المحافل الدولية المرتبطة بالهجرة.

ارتفاع حالات الموت أو الاختفاء في طرق التهريب.

الهجرة غير النظامية نحو الولايات المتحدة لم تعد مجرد خيار فردي، بل تحولت إلى ظاهرة اجتماعية متصاعدة داخل المجتمع المغربي. وبين الحلم الأمريكي والواقع المغربي، يوجد آلاف الشباب الذين يضعون حياتهم على المحك، في مغامرة قد تنتهي بنجاح... أو بصدمة لا رجعة فيه

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك