اتهامات بالتلاعب تطال مركز الرباط لتكوين مفتشي التعليم

 أنتلجنسيا المغرب:حمان ميقاتي/م.كندا

لم تهدأ موجة الغضب العارمة التي تفجرت عقب انكشاف فضيحة إنجاح مترشحة لم تحضر أصلاً الاختبار الكتابي لمباراة ولوج مركز تكوين مفتشي التعليم، حيث سارع عدد من المتبارين إلى تشكيل تنسيقية وطنية لمواجهة ما وصفوه بـ"الخروقات الممنهجة" في تدبير المباراة، مطالبين بإلغاء النتائج المعلنة وإعادة ترتيب الأمور من نقطة الصفر، حفاظًا على الحد الأدنى من النزاهة المفترضة في مباراة من هذا النوع الحساس.

وعلى الرغم من محاولة إدارة المركز امتصاص الغضب من خلال نشر "استدراك" يعترف بخطأ إدراج اسم مترشحة مكان مترشح ناجح، إلا أن هذه الخطوة لم تكن كافية لإخماد الغليان وسط المرشحين، حيث رأى الكثير منهم أن المسألة تتجاوز الخطأ الإداري العابر، وترقى إلى مستوى شبهة التلاعب الممنهج في النتائج، خصوصًا بعد تأكيد وجود أرقام امتحانات لا تتطابق مع أسماء المرشحين المعلن عن نجاحهم.

تطورات الملف اتخذت منحى أكثر تصعيدًا، إذ أعلنت "التنسيقية الوطنية للأساتذة المتضررين من مباراة التفتيش" عن نيتها اللجوء إلى القضاء ضد مركز تكوين مفتشي التعليم، معتبرة أن ما جرى "إقصاء ممنهج"، يناقض الدستور المغربي ويمس بمبادئ الشفافية وتكافؤ الفرص، كما شددت على ضرورة إلغاء النتائج وإعادة تصحيح الأوراق تحت إشراف لجنة محايدة من الوزارة، بعيدًا عن إدارة المركز المتهمة.

وفي خضم هذه العاصفة، ارتفعت أصوات داخل النقابات التعليمية بدورها، حيث أبدى "عبد الغني الراقي"، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، استغرابه الشديد من حجم التناقضات التي شابت المباراة، مستنكرًا استمرار وزارة التربية الوطنية في إجراء الشق الشفوي رغم الإخلالات المسجلة في نتائج الشق الكتابي، وداعيًا إلى فتح تحقيق مستقل وفوري لتحديد المسؤوليات واسترجاع ثقة الأطر التعليمية في مؤسسات التكوين.