أنتلجنسيا المغرب:أيوب الفاتيحي
مرّ عيد الأضحى لسنة 2025 في المغرب والذي صادف يوم السبت 07 يونيو الجاري، دون ذبح الأضاحي، بناءً على توجيه ملكي دعا المواطنين إلى الامتناع عن هذه الشعيرة الدينية.
جاء هذا القرار نتيجة لتحديات اقتصادية ومناخية صعبة، أبرزها تراجع أعداد القطيع الوطني بسبب الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف، مما دفع السلطات إلى اتخاذ هذا الإجراء الاستثنائي للحفاظ على الثروة الحيوانية.
ردود فعل متباينة بين المواطنين
أثار القرار الملكي ردود فعل متباينة بين المغاربة. فبينما تفهمت الأغلبية دوافع القرار واعتبرته خطوة ضرورية في ظل الظروف الراهنة، عبّر آخرون وهم فئة قليلة جدا عن استيائهم، معتبرين أن القرار يمسّ بشعيرة دينية مهمة. وقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي نقاشات حادة حول الموضوع، حيث تساءل البعض عن مشروعية تعطيل هذه الشعيرة، فيما رأى آخرون أن الظروف الاستثنائية تبرر هذا الإجراء.
اتهامات بفشل مخطط "المغرب الأخضر"
في خضم هذه الأزمة، وُجهت انتقادات حادة إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي كان المشرف الرئيسي على "مخطط المغرب الأخضر"، وهو برنامج زراعي أُطلق عام 2008 بهدف تعزيز القطاع الفلاحي وتحقيق الأمن الغذائي. ورغم التصريحات الرسمية التي تؤكد نجاح المخطط في تحقيق أهدافه، إلا أن الواقع يكشف عن نتائج مخيبة، حيث استمرت البلاد في استيراد كميات كبيرة من المنتجات الزراعية، مثل اللوز، مما يطرح تساؤلات حول فعالية هذا المخطط.
دعوات لمراجعة السياسات الزراعية
أمام هذه التحديات، دعا خبراء ومواطنون إلى ضرورة إعادة تقييم السياسات الزراعية في المغرب، والتركيز على دعم الفلاحين الصغار وتحسين إدارة الموارد المائية، خاصة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة. كما طالبوا بمزيد من الشفافية والمساءلة في تنفيذ البرامج الزراعية الكبرى، لضمان تحقيق الأهداف المرجوة وتفادي تكرار مثل هذه الأزمات مستقبلاً.
ختاما، يمثل قرار إلغاء ذبح الأضاحي في عيد الأضحى لعام 2025 جرس إنذار حول التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في المغرب. ويبرز الحاجة الملحة إلى مراجعة شاملة للسياسات الزراعية، لضمان الأمن الغذائي والحفاظ على الثروة الحيوانية، مع مراعاة الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك