لا تنظروا إلى الخمس الخاوي من الكأس

لا تنظروا إلى الخمس الخاوي من الكأس
مجتمع / الثلاثاء 02 سبتمبر 2025 - 16:37 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد الشباب المجيد

أنتلجنسيا: فايز /الرباط

في زمن التشكيك، والتقليل من كل منجز، تكثر الأصوات التي لا ترى في الكأس إلا خمسه الخاوي، متغافلة – عمداً أو جهلاً – عن الجزء الممتلئ منه، ذلك الذي تعب المغاربة في ملئه، بقيادة ملك إصلاحي حمل على عاتقه مشروع التحديث والتقدم.

منذ اعتلائه العرش، رسم صاحب الجلالة الملك محمد السادس رؤية تنموية واضحة المعالم، أساسها الإنسان، وغايتها مغرب متقدم، عادل ومتماسك. فهل يُعقل أن نغض الطرف عن التحول البنيوي العميق الذي عرفته البنيات التحتية؟ من الطرق السيارة والموانئ والمطارات، إلى المشاريع المهيكلة من قبيل ميناء طنجة المتوسط، والقطار فائق السرعة "البراق"، والمشاريع الكبرى للطاقة الشمسية والريحية.

في المجال الاجتماعي، جاء الورش الملكي التاريخي للحماية الاجتماعية، ليمثل ثورة حقيقية في العدالة الصحية والكرامة الإنسانية، وهو ما بدأ المغاربة يلمسونه اليوم من خلال تعميم التأمين الصحي وتحسين الخدمات الصحية.

أما دبلوماسياً، فقد تحوّل المغرب إلى فاعل محوري في القارة الإفريقية، وصوت معتدل في المنتديات الدولية، مدافع عن قضاياه وعلى رأسها قضية وحدته الترابية، التي تحقق فيها تقدم نوعي غير مسبوق باعتراف دولي واسع.

ومع ذلك، لا تزال بعض الأصوات تصر على التركيز على الأعطاب – وهي موجودة ولا ينكرها أحد – دون أن ترى المسار الإصلاحي الطويل والمكلف. النقد مطلوب، بل ضروري، لكنه لا ينبغي أن يتحول إلى عدميّة. كما قال جلالة الملك: "نحن لا ندعي الكمال، ولكننا لا نقبل التشكيك المجاني في منجزاتنا"  .

فلنكن واقعيين، ونعترف أن المغرب الذي كان سنة 1999 ليس هو مغرب اليوم. أن نختلف في التقييم أمر صحي، لكن أن نغمض أعيننا عن التقدم ونقفز على الأرقام والمؤشرات، فتلك مغالطة وطنية وأخلاقية.

المنصفون ينظرون إلى الكأس بكاملها، أما الغارقون في جلد الذات، فلا يرون إلا نصفها الخاوي.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك