الأحزاب السياسية بالمغرب وأزمة الثقة

الأحزاب السياسية بالمغرب وأزمة الثقة
أقلام حرة / الأربعاء 08 أكتوبر 2025 - 21:49 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد الشباب المجيد

بقلم : سعيد كصاع / أستاذ

ارتبط ظهور الأحزاب السياسية في المغرب بالاستعمار الفرنسي خلال الثلاثينيات القرن العشرين وهناك إجماع على اعتبار سنة 1934 هي السنة التي عرف فيها المغرب ظاهرة التنظيم الحزبي  حيث كانت الأحزاب السياسية في بداياتها تعتبر القوة الفعلية والأساسية في النضال من أجل الاستقلال .

لتنتقل في مرحلة ثانية الي خلق توازن في المشهد السياسي خاصة بعد تبني المغرب لظاهرة التعددية الحزبية بسبب الانشقاقات التي عرفتها بعض الأحزاب من جهة ، ومن جهة ثانية تغيرت أسماء بعض الأحزاب بسبب الظروف العالمية المحيطة بها وايضا بسبب إختلاف وتباين في المواقف من الأحداث التي طفت على الساحة السياسية المغربية .

إن هذه التوطئة التاريخية كان لابد منها لنبين الأدوار التي كانت تقوم بها الأحزاب السياسية في خلق توازن بين مختلف الشرائح داخل المغرب بعد الاستقلال .

أما اليوم في ظل التغييرات العالمية والوطنية التي يعرفها المجتمع المغربي أصبحت الأحزاب السياسية عبارة عن هياكل مورثة عن فترة مابعد الاستقلال وانحصرت أدوارها في المؤتمرات الصورية التي تطبخ نتائجها في الكواليس مسبقا حتى أصبحت اليوم بعض الأحزاب بالمغرب تعاني من هيمنة الزعامات الفردية وغياب الشفافية والوضوح في إدارة الدعم العمومي وغياب ربط المسؤولية بالمحاسبة كما أن المشهد الحزبي يعاني جمودا فكريا وخطابيا  حتى أضحت الأحزاب السياسية  اليوم عاجزة عن إنتاج نخب قادرة على التجديد وتفعيل الحياة السياسية وإخراجها من نفق الركود الذي تعيشه .

وفي دراسة أنجزها المركز الوطني للمواطنة أواخر شتنبر 2025 بين في تقريرنوعي للرأي أن 94.8 في المائة من المغاربة لا يثقون في الأحزاب السياسية مقابل 5.2 في المائة الذين عبروا عن ثقتهم في الأحزاب.

وهو ما يبين بالملموس أن هناك اخفاق حقيقي في أداء الأحزاب السياسية لوظائفها الدستورية مما ساهم في عزوف واسع عن المشاركة السياسية خصوصا في صفوف الشباب وهو ما دفع شباب اليوم إلى البحث عن بدائل جديدة لإيصال أصواتهم ومنها الاحتجاج المباشر خارج تأطير كل المؤسسات الوساطة ورفض أي وساطة ومناشدة السلطة العليا في البلاد .

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك