إفريقيا بين مطرقة التحديات وسندان التمويل.. محمد السادس يرسم خريطة الخلاص من مراكش

إفريقيا بين مطرقة التحديات وسندان التمويل.. محمد السادس يرسم خريطة الخلاص من مراكش
أنشطة ملكية / الاثنين 02 يونيو 2025 - 08:00 / لا توجد تعليقات:


أنتلجنسيا المغرب:وصال . ل

من مدينة مراكش، ارتفعت رسالة ملكية سامية إلى المشاركين في ملتقى "إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة" لسنة 2025، محملة بنداءات صريحة لإفريقيا كي تنهض بإرادتها وتعيد رسم مسارها التنموي من الداخل، بعيداً عن التبعية والإملاءات الخارجية.

في خطاب اتسم بالوضوح والحزم، شدد الملك محمد السادس على ضرورة قلب النموذج التقليدي لتمويل التنمية، داعياً القارة السمراء إلى تعبئة مواردها الداخلية والرهان على التحويلات المالية للجاليات، وابتكار أدوات تمويل جديدة لا تؤدي إلى الغرق في دوامة المديونية.

وركّز جلالته على أولوية خلق بيئة اقتصادية ومؤسساتية جاذبة للاستثمار، من خلال إصلاحات جريئة في مناخ الأعمال، وتعزيز الشفافية وتخليق الحياة العامة، باعتبارها مفاتيح الإقلاع الاقتصادي الحقيقي.

الملك لم يُخفِ قلقه من واقع المبادلات البينية الإفريقية، التي لا ترقى إلى المستوى المطلوب، في وقت تحصد فيه أوروبا وآسيا أضعاف تلك النسب، مؤكداً أن تفعيل منطقة التبادل الحر القارية هو السبيل الأمثل لتجاوز حالة التشتت وخلق سوق إفريقية قوية.

وفي دعوة مباشرة لإنهاء عصر تصدير المواد الخام بثمن بخس، حث جلالته على تثمين الموارد الطبيعية الضخمة التي تزخر بها القارة، وتحويلها داخل البلدان الإفريقية نفسها، لتصبح روافع للتنمية بدل أن تبقى لعنة اقتصادية.

واستعرض الخطاب دور المغرب الريادي كمحرك فعلي للشراكات جنوب-جنوب، مذكّراً بالمشاريع الاستراتيجية الكبرى، وفي مقدمتها خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي، الذي يعتبر حجر زاوية في بناء استقلالية اقتصادية وتنموية إفريقية.

كما سلط الضوء على المبادرة الأطلسية التي أطلقها المغرب لفائدة دول الساحل، ومشروع "مسلسل الرباط" الذي يعيد رسم الخريطة الجيو-اقتصادية للدول الإفريقية الأطلسية على أسس التضامن والتكامل.

وقدم جلالته تجربة المغرب كأنموذج في الابتكار المالي، مبرزاً دور "صندوق محمد السادس للاستثمار" و"القطب المالي للدار البيضاء" كأدوات سيادية لجذب رؤوس الأموال وتحفيز المقاولات وتنمية الابتكار.

الرسالة الملكية شددت على أن التنمية ليست شعارات ولا مؤتمرات، بل بناء صبور على أسس الرأسمال البشري والحكامة الحقيقية، في تناغم مع رؤية تنموية متكاملة إقليمياً ودولياً.

وقبيل نهاية خطابه، دعا جلالته إلى إدراج تمويل تنمية إفريقيا كأولوية دولية لا تقبل التأجيل، مطالباً بخفض الفوائد المجحفة وتحسين الولوج إلى التمويل، وتعزيز تمثيلية إفريقيا في النظام المالي العالمي بما يعكس واقعها وطموحها.

وختم الملك محمد السادس رسالته بالتزام لا رجعة فيه: المغرب سيظل في قلب معركة إفريقيا من أجل مستقبلها، مساهماً في تعبئة الموارد، وتشجيع الاستثمار، وترسيخ الشراكات الفعالة، وفياً لروحه التضامنية ورؤيته الاستراتيجية من أجل قارة تنهض بإرادتها وتسير بثبات نحو التنمية الشاملة.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك