الولاء العميق والوفاء الثابت لعرش إمارة المؤمنين: العلماء يُجددون البيعة ويُمجّدون القيادة الملكية الرشيدة

الولاء العميق والوفاء الثابت لعرش إمارة المؤمنين: العلماء يُجددون البيعة ويُمجّدون القيادة الملكية الرشيدة
أنشطة ملكية / الاثنين 26 مايو 2025 - 20:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:الرباط

في نهاية أشغال الدورة الخامسة والثلاثين للمجلس العلمي الأعلى، بعث الأمين العام للمجلس، محمد يسف، ببرقية تضمنت أسمى معاني الإخلاص والثناء إلى السدة العالية بالله، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، مؤكداً فيها على تجدد البيعة الشرعية، وتماسك رباط الطاعة الراسخ بين علماء الأمة وسليل الدوحة النبوية الشريفة.

محمد يسف، مخاطباً جلالة الملك، عبّر باسم نخبة العلماء والفضلاء عن اعتزازهم الثابت بالإمامة العظمى التي اختص بها المغرب، وارتباطهم الوجداني والعقائدي بها، باعتبارها ركناً راسخاً في بنية الدولة المغربية، وضمانة كبرى للأمن الروحي، وسنداً متيناً لصيانة الدين ووحدة الجماعة. وأبرز أن إمارة المؤمنين ليست مجرد نظام سياسي، بل هي مكون وجودي في قلب الهوية المغربية، ودرع واق للكيان الوطني.

البرقية وصفت الإمامة العلوية بأنها مؤسسة فريدة بتفرّدها، أصيلة في نسبها، متجذرة في عمقها التاريخي والديني، موصولة بالشريعة الغراء، حاملة لرسالة التوازن بين مقتضيات المعاش ومعاني المعاد. فهي قيادة تجمع بين العقل الدستوري والرحمة الإيمانية، وتُزاوج بين قوة القرار السياسي ولين الحكمة الدينية.

وجاء في نص البرقية أن علماء المملكة يتطلعون بإكبار إلى جلالة الملك باعتباره الحارس الأمين على بيضة الدين، والضامن لصفاء العقيدة، والحامي للملة الوسط، والراعي لشؤون الأمة في دنياها وآخرتها. وأكدوا أن هذه الإمارة المباركة تُشكل سنداً شاملاً لكل المستضعفين، ومأمناً روحياً للأمة، ومرجعاً موثوقاً في صون تعاليم الدين من كل انحراف أو غلو.

كما استعرضت البرقية دور إمارة المؤمنين في ترسيخ قيم التعايش والتسامح، وترجمة الثوابت الوطنية إلى مكتسبات حضارية: من الاستقرار المجتمعي إلى الإشعاع الثقافي، ومن القوة الدبلوماسية إلى السيادة الروحية التي تميّز المغرب عن سائر الدول. وأشادت بالدور الملكي في حماية التراث الديني، وتعزيز الوئام المذهبي، ودعم القضايا العادلة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية.

ولم تغفل البرقية الإشادة بالمواقف الملكية السامية التي أعادت للسياسة روحها الأخلاقية، وللدين مكانته النبيلة بعيداً عن الاستغلال والتشويش. كما ثمّنت الجهود الملكية في ترسيخ الأمن العقائدي داخل المجتمع، وتحصينه من موجات التطرف والانغلاق.

وفي ختام البرقية، توجه السيد محمد يسف بالدعاء لجلالة الملك، أن يحفظه الله بما حفظ به الذكر الحكيم، وأن يمد في عمره، ويشد أزره بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وصنوه السعيد الأمير مولاي رشيد، سائلاً العلي القدير أن يغدق على جلالته من فيض رحمته، ويحفه بعنايته، ويشمل بالرضوان فقيدي الأمة والوطن، جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني.

برقية لم تكن مجرد طقس بروتوكولي، بل شهادة صدق على استمرار الإجماع الوطني حول القيادة الملكية، وتجديد عهد البيعة الروحية والشرعية، في زمن يتقلب فيه العالم وتتزعزع فيه الثوابت.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك